في الوداع :
ألقيت في في حفل انتهاء العام الدراسي ٨١/ ٨٢
في مدرسة جنزور الثانوية المختلطة في ٥/٢ / ١٩٨٢ م :
أزفَ الرحيلُ أحبّتي ورفاقي
من ذا يكفكفُ عَبرةَ المشتاقِ
كنتم أماناتٍ حفظنا عهدها
ها نحن نسلمها بلا إخفاقِ
ونُعِدُّ أنفسنا لنأويَ غيرها
ونظلُّ نعملُ دونما ارهاقِ
نحنُ المربّينَ الذين توهّجتْ
أنوارهم في عتمةِ الطرّاقِ
نستعرضُ الأجيالَ تعبرُ جسرها
نحوَ الحياةِ إلى غدٍ برّاقِ
اليومَ نترككمْ وقد أصبحتُمُ
نعمَ العمادُ لموطنٍ مغداقِ
ليست علائقنا بكم من بعدهِ
نُمَراً تُثالُ لكم على الأوراقِ
عوّدتُمُ فيها الشّحيح على العطا
والبذلِ والإكرامِ والإنفاقِ
ستظلّ ثكنتكم وهذا شأنها
حضن الحنانِ الدّافيءِ الدّفّاقِ
ومحطةً تهفو لها الرّكبانُ في
طلبِ العلا ومحجةَ الحُذّاقِ
فيها نميركمُ الفراتُ فأوغلوا
وتزوّدوا من مائها الرّقراقِ
فرِدوا الحياضَ إذا استفزّكمُ الظّما
فلكلّ وِرْدٍ قامَ فيها ساقِ
وتذكّروها كلّما حقّقتُمُ
أملاً ووافيتم لذيذَ مذاقِ
أنتم جيادُ المجدِ راعفةُ وقد
باتتْ لها قَصَبٌ بكلّ سباقِ
نلوي لكم فضلَ الأعنّةِ بعدما
شبّتْ نُحوركمُ على الأطواقِ
إنّي أقولُ وما تعوّدتُ الرّيا
ءَ وما أنا في النّاسِ بالملّاقِ
فيكمْ لذاذاتُ الصّبا وشقاوةٌ
للنّفس نُخفيها عن الأحداق
إن لم تُعِدّوا للحياة لبوسها
عِلماً فما لكمُ بها من واقِ
وتخلّقوا فبها صلاحُ أُموركم
فالعلمُ مهلكةٌ بلا أخلاقِ
واهاً لخلٍّ ما أطاقَ فراقنا
لولا فراقُ ذويه غيرُ مُطاقِ
واسألْ لهُ عُذراً إذا اختلطت على
قسَماتهِ الآهاتُ بالأشواقِ
إنّي عَذَرْتُ لكلّ دمعٍ رَقْأهُ
إلّا دموعَ الأهل والعشّاقِ
كم من فؤادٍ قد تعلّقَ صاحباً
نزعتهُ نزعا لحظةُ اغريراقِ
شوقاً لمن ملكوا الفؤادَ فأرّقوا
صبّاً يُغالبُ غُصّةَ التّوّاقِ
لولا الحياءُ وما أُحِلَّ لبعضنا
لم نفترقْ إلّا بُعيدَ عناقِ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق