
( في ظِلالِ الحَياء )
أرسَلَت لي دَعوَةً لِلحِوار
قالَت بِها : أرغَبُ أن تُلَبٌِي دَعوَتي لِلدار
هيَ غادَةُُ تَسكُنُ في الجِوار
تُغدِقُ الجَداوِلُ حَولَ رَوضِها
والرَياحينُ قَد تَغَلغَلَت في دارِها
وكَذا لَفائِفُُ من باسِقِ الأشجار
وافَيتَها ... والشَمسُ في كَبِدِ النَهار
يا لَلجَمال ... كَأنٌَما فَسحَةِ الرَوضِ
جَنٌَةُُ وارِفَةَ الظِلال
أو هي ( حوريٌَةُُ ) تَسكُنُ في ذلِكَ العَمار
وَلَجتُ في رَوضِها مُتَلَفٌِتاً ... يا لَلخَضار
وَقَفتُ أنظُرُ في انبهار
قالَت : تَفَضٌَل يا فَتى
سَمِعتُ أنٌَكَ فارِسُُ مُغوار
سَرٌَني ما سَمِعتُ من تِلكُمُ الأخبار
لكِنٌَني ... أُذهِلتُ من شِدٌَةِ الفِتنَةِ في قَدٌِها
في وَجيِها ... ولَحظِها
يا وَيحَها ... والحورُ مِنها تَغار
أجَبتها : رُبٌَما بَعضُُ ... مِمٌَا يُثار
أو رُبٌَما غَيمَةُُ وَهميٌَةُُ مِنَ الغُبار
تَبَسٌَمَت ... يا لَلتَواضُعِ ... وذاكَ من شِيَمِ الكِبار
أومَأت لي ... جَلَستُ قُربَها ... لَيسَ لي اختيار
أينَعَت ما بَينَنا باقَةُُ ... مِنَ الأزهار
قالَت : قَد سَمِعتُ أنٌَكَ لا تُحِبُ النِساء ؟
لا في النَهارِ ولا إذا يَحِلٌُ المَساء
أجَبتَها : أخجَلتِني يا غادَتي
بَل هُوَ مَحضُ افتراء
وسَرَت في نَفسِيَ ... رَعشَةُُ من حَياء
لاحَظَت حَرَجي ... قالَت : يا لَهُ الكُبرِياء
هَل أنتَ من تَساؤلي مُستاء ؟
نَظَرَت إلَيٌَ ... وأسبَلَت جَفنَها
رَمَقَت خِلسَةً في عَينِها
تَنَهٌَدَت ... ولانَ صَوتها ...
مَسَحتُ ذَقني في غَباء
وسَرَت بِجِسميَ رَعشَةُُ من رُجولَةِ الآباء
وَيلاً لِقَلبي مَسٌَهُ الابتلاء
حاوَرتُ نَفسي قائِلاً : وَيحاً لِمَن أوهَمَ غادَتي
بأنٌَني لا أُحِبٌُ النِساء
لن أسمَحَ لِلوِشايَةِ أن تُفسِدَ ما بَينَنا اللٌِقاء
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق