السبت، 25 نوفمبر 2017

من معلقة( في ذكرى المولد) .... للشاعر المبدع / حسن كنعان

من معلقة( في ذكرى المولد) :
في ليلِ مكّةَ تشرقُ الأنوارُ
للكون شرّفَ أرضها المختارُ
غنّتْ لمولدهِ الحرائرُ مثلما
فوقَ الغصونِ ترنّمتْ أطيارُ
كم آيةٍ كانت على ميلادهِ
خضعت لها الأفهامُ والأبصارُ
جاء البشيرُ كما يرى أوصافَهُ
أهلُ الكتابِ فأنكر الأشرارُ
وبدتْ مكائدُ مَنْ على أيديهمُ
قُتِلَ النبيّونَ الأولى الأبرارُ
فحماهُ ربّ العالمين لغايةٍ
وتعهّدتهُ لحملِها الأقدارُ
ونَمَتْهُ أشرفُ دورِ مكّةَ إذ غدا
مثلاً تطيرُ بخُلْقه الأخبارُ
فَهْوَ الأمينُ وما أعفّ شبابهُ
ما عابهُ يوماً بمكّةَ جارُ
لم يرضَ عن صَخَبِ الحياةِ ولا ارتضى
أن تُعبد الأوثانُ والأحجارُ
فأوى إلى غار الحراءِ وطوّفتْ
في الكونِ منهُ العين ُ والأفكارُ
نفَحاتُ هادٍ للبريّةِ خَصّهُ
ربٌّ عظيمٌ واحدٌ قهّارُ
هذي بوادرُ للنُبُوّةِ حقّها
جبريلُ وانكشفت بها الأستارُ
قم يا نبيّ اللهِ أنتَ مُوَكّلٌ
برسالةٍ للعالمين منارُ
فمضى نبيُّ اللهِ يصدُقُ وحيَهُ
والعبءُ يثقلُ فاحتواه دثارُ
فغذتْهُ زوجٌ بالعزيمةِ وانتضى
عزمَ النّبُوةِ دونَهُ البَتّارُ
أُمّيّةُ الهادي البشير تحمّلتْ
عبئاً بهِ أطوادها تنهارُ
أتُصيخُ مكةُ والعبادةُ عندها
صنمٌ تحلّقَ حولهُ الكفّارُ
ورمَوْهُ بالتُّهَم التي من قبلها
ما قالها أحدٌ عليهِ وقارُ
قد جرّبوا قبلَ النُّبُوّةِ خُلْقَهُ
فعلامَ يُقذفُ بعدها المطهارُ
فسرتْ بمكّةَ والضّعافُ تحمّلوا
فيها الأذاةَ وما بهم إنكارُ
وتمكّنتْ في أنفسٍ جبّارةٍ
فإذا همُ بعدَ الهدى أنصارُ
واشتدَّ غيظُ الكافرين فأوغلوا
في ظُلمِ أهلِ الحقِّ حيثُ يُشارُ
هجروا الدّيارَ يُبلّغون أمانةً
ما شدّهم أهلٌ لهم وديارُ
فإلى المدينةِ حِصنُهم وملاذُهم
ساروا يُؤاخيهم بها الأنصارُ
وتدافعوا من كلّ فجٍّ عزّهم
دينٌ وعزّ بهم فلا خوّارُ
كان الجهادُ سنامَ دينٍ بثّهُ
من حولِ مكّةَ جُندُهُ الأغيارُ
وُعِدوا بجنّاتِ النّعيمِ فأيقنوا
وتشوّقوا لدخولها وَتَباروا
رفّت على بدرِ الفداءِ بيارقٌ
للنّصرِ أبلى تحتها الأحرارُ
لبّيكِ مكّةُ عادَ بعدَ فراقها
جيشٌ على وقع الهدى جرّارُ
وتواصلَ الزّحفُ المُقَدّسُ طاوياً
ليلَ الجزيرةِ واستُهِلّ نهارُ
فغدتْ معَ الأيامِ دارَ هدايةٍ
لا زالَ أهلكِ أهلَهُ يا دارُ
عبروا الجزيرةَ والبُعوثُ تدافعتْ
فتدينُ قبلَ وصولها الأمصارُ
حملوا الرسالةَ يُستضاءُ بنورها
واستبشرت بجيوشها الأقطارُ
تعدو على اليَبَسِ الذي عرفوا بها
خيلٌ على صهَواتها الإصرارِ
ما ردّهم عن نشرها بحرٌ ولا
حالت مفاوزُ دونها وقفار
وتحطّمتْ صُوَرُ الضّلالِ وأسلمتْ
أُممٌ تقلّدَ أمرها الفُجارُ
فإذا بها المستضعفون تسوّدوا
والحائرون وما بهم مُحتارُ
وإذا بيوت الله تُرفعُ فوقها
والمؤمنون لها المدى عُمّارُ
سيظلُّ صوتُ الحقِّ فوقَ قبابها
وتظلُّ تشهدُ صُبحَهُ الأسحارُ
رضيَ الإلهُ عن الصّحابةِ إنّهم
في ليلِ أُمّتنا همُ الأقمارُ
للّه درُّكَ يا أبا بكرٍ ومن
أوفى إذا أوما له المختارُ
يا درّةَ الفاروق أقوى سطوةً
من حدّ سيفٍ سلّهُ جبّارُ
وجنودُ حقٍّ تهتفُ الدّنيا لهم
فهمُ الفدا والبذلُ والإيثارُ
جادوا بما تهوى النّفوس فأجزلوا
وأجلُّ ما جادوا بهِ الأعمارُ
يا من جمعتَ على الرّسالةِ أُمّةً
تُرسي الحضارةَ والجهادُ شعارُ
ورّثتنا شرفَ النّضالِ لحملها
ما للمقصّر بيننا أعذارُ
جاءت لخير النّاس ِلا عُرفٌ ولا
لونٌ ولا نطقٌ لهُ استئثارُ
بلّغتَ دينَ اللهِ يا خيرَ الورى
لم تُثْنِكَ الأعباءُ والأخطارُ
دينٌ وما أهلوهُ إلّا إخوةٌ
رُحماءُ إلّا في العدا إعصارُ
شاعر المعلمين العرب

حسن كنعان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حزينةَ الحبّ ..... بقلم الشاعر / أحمد المحمد

حزينةَ الحبّ حزينةَ الحبَّ .. تكلّمي لي حديثُ شاعرٍ ، ووصفٌ بهي حديثُنا يأتي على مِزاجهِ يأتي على مَهَلٍ حديثٌ ذو رغبةٍ يأتي...